Monday, November 23, 2009

ليالي الشعر المؤرقة- حوار مع تشارلز سيميك


أجرى الحوار راى جونزاليس

ترجمة عادل ضرغام
مقدمة المترجم:ولد تشارلز سيميك في بلجراد سنة 1938 ،نشأ في فترة الحرب التي مزقت أوربا،وقد شكلت هذه الحرب-العالمية الثانية- وجهة نظره في الحياة بشكل عام.
هاجر سيميك وأسرته إلى الولايات المتحدة1954 ،وكان عمره 16 سنة،وأقام في شيكاجو،وحصل على البكالوريوس من جامعة نيويورك،وهو يعمل أستاذا للأدب الأمريكي والكتابة الإبداعية في جامعة(هامبشير) الجديدة.
بدأ يصنع اسما لنفسه في بداية السبعينيات من القرن الماضي،حيث كان يكتب كتابة مقتضبة،أو قصائد تصويرية شبيهة إلى حد بعيد بقصائد وليم بليك،وهذه القصائد شكلت وجودها من خلال الملاحظة الموضوعية والتأملية لجزئيات العالم.
وبعد فترة أصبح أسلوب سيميك ذا سمات معينة، وأصبح من السهل تمييزه، والنقاد غالبا يشيرون إلى قصائده،بوصفها قصائد بنيت بإحكام،ويشبهون بنيتها في إحكامها ببنية اللغز الصيني.
حاز تشارلز سيميك مجموعة من الجوائز، مثل زمالة مؤسسة ماك آرثر سنة 1984-1989 ،وجائزة بوليتزر للشعر الأمريكي 1990 ،وجائزة والاس ستيفن 2007 .
في مجموعته (مشي القطة السوداء)رأى بعض النقاد أنها تحاول خلق حالة سريالية مزعجة،وخاصة قصيدته (متكلم في وسط الشارع)،والتي ترتبط بشخص كبير السن يهذي في الشارع دون أن ينتبه له أحد.
ولكن تشارلز سيميك أصر على أنه واقعي عنيد،وأن هذه الصورة الخاصة في قصيدته السابقة،مرتبطة بالموجود فعلا في الولايات المتحدة .فهذه المدن مملوءة بالمشردين،والمجانين ،الذين يتحدثون مع أنفسهم ،ولا يهتم بهم أو يلاحظ وجودهم أحد، أو ينصت لهم أحد .
نص الحوار
أهمية تشارلز سيميك للأمريكيين وللعالم غير محدودة،فهو الكاتب الذي يتكلم بالخيال الذي شُكّل بالحرب،وبالهجرة ،وبالبقاء،المشهد الغريب في قصائده،يبنى من فهم الحزن،الذي يقود إلى لحظة غنية جدا من النصر الإنساني.
والنتيجة أن شعره لا يشبه أي شعر في الأدب الحديث، وكتابته أثرت على شعراء العالم في الكرة الأرضية.لقد نشر سيميك أكثر من كتاب شعري ودراسات وأنثولوجيات (مختارات) من الشعر العالمي ،ولقد عاش حياته كلها في عالم شعري،بينما يخفق الآخرون في تحقيق ذلك.
حينما فاز في عام 1990 بجائزة (البوليتزر) عن مجموعته الشعرية التي جاءت في إطار قصيدة النثر(العالم لا ينتهي)،غيّر طبيعة المؤسسة الأدبية رأسا على عقب،وذلك لأن هذا الشكل العاصي أو المتمرد (قصيدة النثر)حاز أعلى جائزة أدبية في أمريكا.
كتابه الذي حرّره (أنثولوجيا- مختارات)،الذي جاء بعنوان(الجمهورية الأخرى:سبعة عشرة كاتبا أوربيا وأمريكيا – الجنوب الأمريكي -في عام 1971)،كان يمثل محاولة لتقديم أنواع مختلفة من الأشعار العالمية المترجمة إلى القارئ الأميركي.
مقالاته الخاصة في الشعر والحياة عن أوربا الشرقية، والتي سدت فراغا في ثقافتنا جمعت في خمسة كتب غير قصصية.مذكراته التي نشرت حديثا (ذبابة في الحساء)ترتبط بطفولته في يوغسلافيا التي مزقتها الحرب، وبرحلته الفظيعة مع أمه وأخيه،حين هربوا من هول الحرب العالمية الثانية إلى الولايات المتحدة الأمريكية .
كتبه الأخرى تتضمن Charon`s Cosmology ، الذي رشح لجائزة الكتاب القومي عام 1971 ،و(صالة الرقص الكلاسيكية)،الذي فاز بجائزتين عام 1980 الأولى جائزة Di Castagnola والثانية Harriet Monroe .بالإضافة إلى أنه حاز الزمالة من مؤسستين،هما:Guggenheim وMac Arthur ،وفاز بجوائز عديدة من المعهد الوطني للفنون، ومن الأكاديمية الأمريكية للفنون،وقام بالتدريس أكثر من خمسة وعشرين عاما في جامعة (نيو هامبشير).
الناقد برين أفري يقول عن كتابة تشارلز سيميك (إنها تركز بشكل أساسي على عصر التناقضات ، من خلال الإشارة إلى فقد أنظمة القيادة المستقبلية،ولكن خارج دائرة الفقد،نجده يجد القدرة على أن يبقى هادئا ، للمواجهة ، وتحمل الحالة المستحيلة لهذا القرن).
هذه المقابلة أجريت في أكتوبر 2001 بعد صدور كتابه ( نزهة ليلية )،الذي يتكون من قصائد قصيرة،هذا الكتاب الجديد يكون سحرا لدي القارئ،ويولد بداخله جذورا قوية.
*المحاور ( راى جونزاليس ) : في نهاية مجموعتك الشعرية ( ذبابة في الحساء ) كتبت : ذلك هو الشعر العظيم،صفاء رائع في وجه الفوضى،حكمة كافية للتظاهر بالحماقة،في هذه الأوقات المظلمة بالفوضى،والحرب،والخوف : أين يذهب الحمقى الذين يكتبون الشعر؟
*تشارلز سيميك : يتغوطون في ملابسهم الداخلية سويا،مع أي واحد آخر.
*المحاور: في دراستك( ملاحظات في الشعر والتاريخ )،نشرت منذ سبعة عشر عاما ، كتبت ( أنا قلق ، لأن كلمة التاريخ ، ليست الكلمة الصحيحة،التي يمكن من خلالها أن أصف ضغط الواقع أو الحقيقة على الشاعر المعاصر.هل تعتقد أن الشعر الأمريكي يمكن أن يتغير بسبب 11 سبتمبر ؟
*تشارلز سيميك : نعم ، سيتغير حتما ، الأولويات ستتغير ، أصبح من الصعب أن يظل شخص ما لمدة ساعات طويلة معجبا بصورته في المرآة،في حين أن المبنى المقابل يرتفع فيه الدخان ، إنها كانت نرجسية مفرطة ، في شعرنا ، وليس لدينا معرفة كافية عن المعاناة الموجودة في العالم .
*المحاور راي جونزاليس: بعض النقاد يرون أن الشعراء ، يجب ألا يستجيبوا بسهولة للأحداث المعاصرة الآنية ، انطلاقا من اعتقادهم بأن الشعر هدف في ذاته ، وتشكيلاته اللغوية تظل مرتبطة بنبض اللغة أكثر من ارتباطها بالكتابة السياسية،في دراستك ( مشكلة الشعر ) ، كتبت( الشعراء مثل أي شخص آخر ، يعلمون و يعرفون بأنهم كذابون ممتازون،كل واحد أحمق منهم يعتقد في كذبه على نفسه إلا في قول الحقيقة. أنت كنت قاسيا على الشعراء في المقالات التي كتبتها طوال السنوات الماضية .
*تشارلز سيميك : بعض الشعراء يستجيبون، وبعضهم لا يستجيب،ليس هناك قانون .(ويتمان) كتب عن الحرب الأهلية ، وديكنسون لم يكتب،وكذلك هناك شعراء كبار لم يكتبوا .
الكذب شيء آخر مختلف، والله يحرم توقف الشعراء عن الكذب ،كيف يستطيع واحد أن يكتب قصصا جيدة،وكيف أتحدث عن الخيال، هذه هي الجزئية التي تجعلنا مختلفين عن الآخرين،لا توجد حقيقة بدون خيال.
*المحاور راي جونزاليس : أثناء الحرب العالمية الثانية ، هربت من أوربا وأسرتك،وأنت طفل صغير ، هذه الذكريات كان لها تأثير على شعرك طوال حياتك،في كتابك( ذبابة في الحساء ) قلت( الوعي ضوء الوضوح،والتاريخ ظلام ليل الروح ) الروح محرمة في أغلب الأحيان في الشعر الأمريكي،بوصفك شاعرا لك كتابات عديدة،وبوصفك مترجما ،وبوصفك قمت بالتدريس فترة طويلة،هل تشعر بذلك ؟
*تشارلز سيميك : أن تشكّل الروح (تابو) هذه الأيام ، فهذا شيء لا أدركه،إنها ليست كلمة مستخدمة بإفراط في الشعر،أنا متأكد أن الكلاب تحمل أرواحا،وبعض الناس هنا أو هناك-أيضا- يحملون أرواحا،ولكنّ الباقين منا أين يذهبون.
أما بالنسبة لإدخالها في شعري،ستكون مفاجئة لي لو فعلت ذلك ، الالتزام والفن لا يولدان معا ، أي إنسان أو واحد يعمل شيئا بشكل مستقل،ويعتقد أنه يخصه،فهو شاذ،نحن نفترض أننا بلد الأفراد ، بينما الحقيقة أننا نكون مفزوعين من وقوفنا بمفردنا في أي قضية.
* المحاور :كتابك (ذبابة في الحساء ) يحتوي على هذا البيان ( تشير بالتأكيد إلى أنه ليس هناك فرق بين الألهة والشياطين ، وجدوا أم لم يوجدوا ، الطموح السري،لأي قصيدة حقيقية،يتمثل في سؤالها عنهم ، وإن اعترفت بغيابهم . يزدهر الشعراء في الغيابات الشاعرية ، ورغم ذلك يجيء عملك ليكشف عن كاتب يجابه آلهته وشياطينه،هل هي شجاعة مقصودة لتصبح كاتبا منتجا،يكسب مديحا نقديا،في طريق طويل من العمل المختلف عن الشعر الآخر ؟
*تشارلز سميك : أنا لا أعرف عن الشجاعة شيئا ، وما زلت أخاف من الظلام،ولهذا ما زلت باستمرار أذكر الآلهة والشياطين، محاولا استثارتهم ببعض البيانات الشنيعة،ولهذا فهم يلاحظونني ، ويحذروني من ذلك الكرسي،الذي سأصطدم به،أنا لست معنيا بكونهم ليسوا موجودين،فهم مازالوا موجودين،ليساعدوا واحدا مثلي ، أقصد أن أقول ، واحد يمكن أن يتعامل مع العالم،كما وجده،والآلهة والشياطين كانوا موجودين عندما ولدت .
*المحاور : إنه من الصعب على الشاعر أن يضحك لنفسه أو عليها،ولكن عملك يحتوى على كوميديا سوداء،هدفها يتوجه نحو ( الأنا )،وأنا غالبا أشعر أن ضمير المتكلم،دائما يتوجه نحو القلق ، فهو غير قادر على احتواء نفسه،في المدى القصير للأجزاء الشعرية .مثل ( الدراميات الكبرى ) و( رقم الحمقى ) من كتاب( نزهة ليلية) ، مجموعتك الأخيرة )يمكن أن تكون نماذج لذلك : فهل أنت دائما موجود في شعرك ؟
*تشارلز سيميك : كل أدوار الوجود الإنساني تراجيدية وهزلية في الوقت ذاته،وحيواتنا سعيدة وحزينة بشكل متساو،وأنا- دائما – مهتم بالأنماط الإنسانية،وما يرافقها من تكوينات نفسية ومعتقدات، القصائد مثل أي واحد ذكرته،مثل الكاريكتيرات – التخطيطات أو التشكيلات السريعة للشخصية لحظة الفعل ، تقوم على أي شيء سمعته أو رأيته أو تخيلته في ظروف خاصة .
*المحاور :في كتب لك مثل ( أرق فندق ) ، ( زفاف في الجحيم) ،( كتاب الآلهة والشياطين )،( جاك استرو)،( سير القطة السوداء) ، (سويا مع واحد جديد)، أسمع جهاد الشاعر باتجاه الإنقاذ المظلم ، مثلما يدرك أنه بدأ ينمو ويشيخ،هناك المرح،وثقل التاريخ،وألغاز الإيحاء الشعري في هذه الكتب ، هل هناك طريق معين يمكن أن نتبعه ، متجهين إلى الخلف نحو مئات المجموعات المملوءة بمئات القصائد الغنائية الحادة والقصيرة ؟
*تشارلز سميك :ليس لدى إحساس واضح عن الكيفية التي تغيرت بها خلال هذه السنوات،أنا - فقط – كنت مهتما بموضوعات وأشياء عديدة،أفكر بها،وغيرت عقلي كثيرا،ولكن كيف أُضيف كل ذلك إلىّ، ذلك يشكل لغزا بالنسبة لي،وهو لغز – لحسن الحظ – ليس بالضرورة أن يحل،أنا لست مؤمنا بنظريات التخفيض reductionist theories ،ولذلك فالعلامة الوحيدة لا تستهويني، هناك تداخل ولخبطة في الحياة،بتناقضاتها المختلفة،التي تجذبني ، وهذا يجعلني – من الناحية الفلسفية – مستتمتعا بأرق الليالي.
*المحاور:مرة أخرى في كتابك ( مشكلة الشعر )،تحدثت عن القصيدة القصيرة،وأشرت إلى أن هناك قصائد قصيرة عرضية بقيت وعاشت ألاف السنين،في حين أن الملاحم،وأشياء أخرى ، أصبحت غير قابلة للقراءة، أي نوع من النظام تحتاج إليه،لكي تحفظ كتابتك،إلى هذا الحد من القصائد القصيرة،ولماذا استمر إبداعك لهذا الشكل القصير طوال هذه المدة ؟
*تشارلز سميك :القصائد القصيرة،لم تكتب ولكنها موجودة في القصائد الطويلة، أنا كتبت قصائد طويلة،إلى أن أدركت،بأن هناك قصائد قصيرة كثيرة،وهي تقول كل ما أريد قوله،وأنا أتعجب من الكثير الذي يمكن أن يقال في كلمات قليلة .
*المحاور:راي جونزاليس:لقد حزت جائزة البوليترز على كتابك( العالم لا ينتهي)،وهو كتاب يتكون من قصائد نثر،بالطبع هناك قلة ضد قصيدة النثر في تلك الفترة .الآن كل شخص يكتب قصيدة النثر،بعض النقاد يدعي أن قصيدة النثر تلاءم،التحول في حساسيتنا الإعلامية ،كتلة سريعة من هذا النمط على الصفحة،ثم نتحرك سريعا، هل هناك توحد بين مقاطعك الشعرية الغنائية،وقصيدة النثر التي كتبتها ؟
*تشارلز سميك :النقاد الذين يقولون هذا الكلام عن قصيدة النثر نقاد كسالى جدا عن زيارة المكتبة،فهم من المحتمل،يمضون الكثير من وقتهم في مشاهدة قنوات التسوق في التلفزيون،ويعتقدون أن كل إنسان آخر يفعل مثل فعلهم،فقصيدة النثر بدأت حوالي 1840 ، وهناك أنواع مختلفة،في تاريخ الشعر الحديث،ولكن في أحسن الأحوال هو قادر على إظهار العظمة .
*المحاور:لقد ترجمت لشعراء أوربيين مثل جاسكوبوبا – ألكسندر رستوفك – وآخرين وقدمت مختارات،من هذه الترجمات( الجمهورية الأسطورية الأخرى)،(والحصان الذي له ستة أرجل : الشعر الصربي ) ، هناك – أيضا – نظريات متصارعة،مرتبطة بالترجمة والنقاش،حول مدى حرية المترجم،التي يحب أن يتحلى بها في نقل الشعر إلى لغة أخرى مغايرة . فهل محاولتك لإحضار الشعراء الأوربيين للقراء الانجليز ، مرضية أم محبطة أم إنه يشكل جزء من التزامك الطويل تجاه الشعر .
*تشارلز سيميك :هناك جزئية بدهية خاصة بالترجمة،ودائما نعيدها بقوة وإصرار،الترجمة هي عمل الحب ، هي القراءة الأكثر احتمالية للقصيدة ، الترجمة احتمالية ، فكل مترجم يحتل موقفا مثاليا ما،طموحي كان- دائما – أن أظل مرتبطا بالنص الأصلي،بقدر ما أستطيع،على الرغم من كل الآراء التي تقدم ضد ذلك .نحن عرفنا شعراء كبار عديدين من العالم من خلال الترجمة،عدد قليل منهم يستطيع أن يكتب قصائد كبيرة ومهمة باللغة الانجليزية.
*المحاور:في مقدمتك لكتاب( غذاء الشيطان )،الذي يحتوي على قصائد مختارة من أشعار ألكسندر رستوفك ، ختمت بقولك أن ذلك الشاعر ( مثل شخص وحيد في قاعة سينما،يشكو عامل البروجتكور، ويتحدث إلى الفيلم الصامت الذي يعرض على الشاشة ) وهذه الصورة انتقلت بسرعة إلى شعرك،فقصائدك في مجموعتك( نزهة ليلية )، تصور صوتا ، ما زال عاليا،أمام الشاشة الصامتة بعد عقود من الكتابة ، ما دلالة هذه والصوت،هل تود أن تخبرنا بها ؟
*تشارلز سيميك : إنه الصوت الذي يجعلك تحتفظ بإنسانيتك الخاصة،وخلوتك الإنسانية الخاصة،ويحفظ الشاعر بداخلك،ويجعلك تدرك أن القصيدة جهد مشترك،بين الشاعر والقارئ،ولو كان هذا الصوت ليس صوتك أيضا، فلن تكون هناك قصيدة ،ولن يكون هناك شعر،سأدخل إلى ذاتي لأقابل أي شخص آخر،ذلك هو الأمل على أية حال.
*المحاور :راي جونزاليس محرر مراجعات الشعر في بلومزبري،له كتاب عن القصة القصيرة بعنوان(شبح جون واين)من منشورات جامعة أريزونا 2001 .حاز جائزة التراث الغربية على أحسن كتاب في مجال القصة القصيرة,وذلك من مؤسسة التراث الغربية،له دراسات وأشعار صدرتا حديثا، وترجم له في مختارات نورتن الأدبية،وفي الإبداع غير القصصي ومجلات متابعات الشعر الأمريكية،وهو يعمل أستاذا مشاركا للغة الانجليزية بجامعة مينوستا.
الحوار نشر في Bloomsbury review,vol 22,2002

No comments: