في السرد الروائي.. بين نسقين
بيروت - الزمان
صدر للناقد الأدبي عادل ضرغام دراسة تحليلية - نقدية في فن الرواية بعنوان "في السرد الروائي" يحاول فيها التوقف عند تلك الخصوصية المرتبطة بالفن الروائي، بوصفه جنساً أدبياً له حضوره المتميز، وهيمنته علي القارئ باعتبار أن الرواية فناً منفتحاً علي المجتمع تقدم وعياً خاصاً بالحياة سواء أكان هذا الوعي مرتبط بلحظة راهنة أم ماضية. وفي هذا الكتاب يقدم ضرغام بعض الدراسات التي تحاول الإفادة من تلك الخصوصية، المرتبطة بتقديم أنساق جاهزة للقارئ فيتحاور معها معارضاً أو موافقاً انطلاقاً من توجهه الفكري والأيديولوجي. من هذا المنطلق، يقدم الباحث مقاربته النقدية في إيديولوجيا الرواية من خلال دراستين جاءت الأولي بعنوان (التوجيه السردي في رواية الحب في المنفي لبهاء طاهر)؛ وهي دراسة خاصة بالتوجيه السردي في الرواية، وكانت نقطة الانطلاق الأساسية في البحث هنا ترتبط في الأساس بالآلية النقدية التي يمكن من خلالها مقاربة الأيديولوجية في الرواية حيث يقول: "وتجلي لنا من خلال هذا التوجه أن مقاربة الرواية أو - علي وجه قد يكون أكثر منهجية - أيديولوجية الرواية، يجب أن ترتبط بمعاينة البناء، والاتكاء علي آلية سردية فاعلة، كان لها دور في تغذية القيم الأيديولوجية وتشكيلها... كذلك يتوقف الباحث عند مصطلح (التوجيه السردي) الذي يتمحور حول وجود نسقين للإبداع، نسق قيمي، ونسق فني وتأثيرهم في تخطيط البناء الروائي، وكذا توقف عند مصطلح الموقع الذي يتقاطع مع التوجيه السردي وتبيانه أن هناك اتفاقاً واختلافاً بين هذين المصطلحين". وفي إطار جزئية الفعل والانفعال بين نمط ومعمارية البناء والنسق القيمي الأيديولوجي تجلي له أن معمارية البناء في النص الروائي ترتبط بسرد تصاعدي يرافقه ذاكرة منفتحة علي الماضي. "وهذا البناء وثيق الصلة بمعاينة التحولات بين ماض سابق وحاضر آني له فعل السيطرة والهيمنة، ويتجلي ذلك في تشكيل الشخصيات وتحولها من نسق إلي آخر". كذلك ركز الباحث علي مركزية الصوت السردي باعتباره نسقاً سلطوياً يتحكم في عناصر السرد الروائي وفي تشكيل الأنماط الكاشفة، وفي تشويه النسق المقابل الآني، وإضفاء المشروعية علي توجهه الفكري. أما الدراسة الثانية فجاءت بعنوان (تشكيل الأيديولوجي في رواية النيل الطعم والرائحة) للروائي الكويتي "إسماعيل فهد إسماعيل" والذي تكشف أعماله الروائية أنه لم ينفصل عن وطنه وأفكاره الأيديولوجية وقناعاته المعرفية، حيث اعتبر "ضرغام" أن ما قدمه "ماركس" للمصطلح من دلالة سلبية قد أثر عليه، وعند مقاربة حدود وآليات تشكل الأيديولوجيا في الرواية تم التركيز علي (آلية الوعي) باعتبارها آلية فاعلة أتاحت الكشف عن العالم الداخلي للشخصية في روايته، ولكن يعتبر "ضرغام" في دراسته لرواية النيل الطعم والرائحة أنها "لا تُبني فقط علي نسق أو آلية تيار الوعي، فتيار الوعي يطل آلية فاعلة في إطار وجود سرد تراتبي تصاعدي (...) إنما يوجد ما يمكن أن نسميه الصوت المشترك أو المتوحد بين الراوي والشخصية
بيروت - الزمان
صدر للناقد الأدبي عادل ضرغام دراسة تحليلية - نقدية في فن الرواية بعنوان "في السرد الروائي" يحاول فيها التوقف عند تلك الخصوصية المرتبطة بالفن الروائي، بوصفه جنساً أدبياً له حضوره المتميز، وهيمنته علي القارئ باعتبار أن الرواية فناً منفتحاً علي المجتمع تقدم وعياً خاصاً بالحياة سواء أكان هذا الوعي مرتبط بلحظة راهنة أم ماضية. وفي هذا الكتاب يقدم ضرغام بعض الدراسات التي تحاول الإفادة من تلك الخصوصية، المرتبطة بتقديم أنساق جاهزة للقارئ فيتحاور معها معارضاً أو موافقاً انطلاقاً من توجهه الفكري والأيديولوجي. من هذا المنطلق، يقدم الباحث مقاربته النقدية في إيديولوجيا الرواية من خلال دراستين جاءت الأولي بعنوان (التوجيه السردي في رواية الحب في المنفي لبهاء طاهر)؛ وهي دراسة خاصة بالتوجيه السردي في الرواية، وكانت نقطة الانطلاق الأساسية في البحث هنا ترتبط في الأساس بالآلية النقدية التي يمكن من خلالها مقاربة الأيديولوجية في الرواية حيث يقول: "وتجلي لنا من خلال هذا التوجه أن مقاربة الرواية أو - علي وجه قد يكون أكثر منهجية - أيديولوجية الرواية، يجب أن ترتبط بمعاينة البناء، والاتكاء علي آلية سردية فاعلة، كان لها دور في تغذية القيم الأيديولوجية وتشكيلها... كذلك يتوقف الباحث عند مصطلح (التوجيه السردي) الذي يتمحور حول وجود نسقين للإبداع، نسق قيمي، ونسق فني وتأثيرهم في تخطيط البناء الروائي، وكذا توقف عند مصطلح الموقع الذي يتقاطع مع التوجيه السردي وتبيانه أن هناك اتفاقاً واختلافاً بين هذين المصطلحين". وفي إطار جزئية الفعل والانفعال بين نمط ومعمارية البناء والنسق القيمي الأيديولوجي تجلي له أن معمارية البناء في النص الروائي ترتبط بسرد تصاعدي يرافقه ذاكرة منفتحة علي الماضي. "وهذا البناء وثيق الصلة بمعاينة التحولات بين ماض سابق وحاضر آني له فعل السيطرة والهيمنة، ويتجلي ذلك في تشكيل الشخصيات وتحولها من نسق إلي آخر". كذلك ركز الباحث علي مركزية الصوت السردي باعتباره نسقاً سلطوياً يتحكم في عناصر السرد الروائي وفي تشكيل الأنماط الكاشفة، وفي تشويه النسق المقابل الآني، وإضفاء المشروعية علي توجهه الفكري. أما الدراسة الثانية فجاءت بعنوان (تشكيل الأيديولوجي في رواية النيل الطعم والرائحة) للروائي الكويتي "إسماعيل فهد إسماعيل" والذي تكشف أعماله الروائية أنه لم ينفصل عن وطنه وأفكاره الأيديولوجية وقناعاته المعرفية، حيث اعتبر "ضرغام" أن ما قدمه "ماركس" للمصطلح من دلالة سلبية قد أثر عليه، وعند مقاربة حدود وآليات تشكل الأيديولوجيا في الرواية تم التركيز علي (آلية الوعي) باعتبارها آلية فاعلة أتاحت الكشف عن العالم الداخلي للشخصية في روايته، ولكن يعتبر "ضرغام" في دراسته لرواية النيل الطعم والرائحة أنها "لا تُبني فقط علي نسق أو آلية تيار الوعي، فتيار الوعي يطل آلية فاعلة في إطار وجود سرد تراتبي تصاعدي (...) إنما يوجد ما يمكن أن نسميه الصوت المشترك أو المتوحد بين الراوي والشخصية
No comments:
Post a Comment